الكويت: 8 يناير 2020
أعلنت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” ظهر اليوم تعرض حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر (@kuna_ar) لعملية اختراق أدت إلى نشر خبر مزيف عن انسحاب القوات الأمريكية من الكويت، وجاء إعلان الوكالة في تمام الساعة 14:15 حسب التوقيت المحلي لدولة الكويت، فيما كان نشر الخبر المزيف تمام الساعة 13:38.
وعلى مدى الـ 37 دقيقة الفاصلة بين الاختراق ونشر الخبر المزيف وإعلان الخبر ونفيه لاحقا، ضجت وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية والحسابات الشخصية بترديد الخبر المزيف، كما استذكر فريق البحث في Social watcher تداعيات اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية في 23 مايو 2017 حينما نسب لها تصريحا عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أدى لاحقا إلى إعلان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في خطوة لا تزال تداعياتها متمثلة اليوم.
اعلام بفتاكة الدرون
لعل أهم ما انتهى إليه اليوم هو التأكيد على أن الصراع الذي تشهده المنطقة لم يعد عسكريا بحتا، بل دخل الإعلام باعتباره سلاحا حديثا لا يقل فتكا عن الطائرات المسيرة (الدرون) والصواريخ العابرة للقارات، وهو ما سبق أن أشار إليه فريق البحث في Social Watcher بتقرير سابق تناول تفاعل الجمهور مع خبر استنفار الجيش الكويتي (رابط التقرير).
وكان لافتا أن التحرك الإعلامي الرسمي لحكومة دولة الكويت لم يكن بالسرعة المطلوبة حيث تم احتواء عملية الاختراق ومسخ التغريدة المتضمنة للخبر المزيف خلال 5 دقائق، إلا أن الاعلان عن العملية ومعالجة تداعياتها استغرق 37 دقيقة، حيث أجرى فريق الرصد بحثه خلال فترة الرصد يم من الساعة 12:00 إلى 17:00 بتوقيت دولة الكويت يوم 8 يناير 2020.
كما لوحظ أن الخبر المزيف فرض نفسه على المشهد الإعلامي بقوة في خضم تداعيات التصعيد الأمريكي والإيراني منذ الصيف الماضي والذي كانت من فصوله اليوم القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد التي تستخدمها القوات الأمريكية في العراق، وهو ما اعتبر ردا من طهران على واشنطن بعد قيامها بتصفية رجلها بالمنطقة قائد فيلق القدس قاسم سليماني الجمعة الموافق 3 يناير 2020 والذي قامت Social Watcher بمتابعة التغطية الإعلامية له يومها (رابط التقرير).
إن أهم ما يجب التأكيد عليه اليوم كنتيجة أولى لحادثة اختراق حساب وكالة الأنباء الكويتية ضرورة رفع إجراءات حماية مواقع وسائل الإعلام وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يضاف إلى ذلك سرعة التحرك سواء بالاحتواء أو اتخاذ إجراءات كفيلة لمعالجة الاختلالات.
كما لا يستبعد فريق البحث قيام بعض الجهات والأطراف باختراقات جديدة مستقبلا ضد مؤسسات إعلامية كويتية رسمية وخاصة، هدفها “قرصة أذن” وربما تنتهي بالسيطرة الكاملة على هذه المنصات وتوجيهها لأي اتجاه كان بغرض تطويعها ضمن الصراع الذي تشهده المنطقة، كما سبق وحدث مع وكالة الأنباء القطرية والذي أشار إليها فريق البحث مسبقا.
وكان من أبرز الملاحظات التي استوفقت فريق البحث وجود فارق زمني يقدر بـ 4 دقائق بين نشر حساب مركز التواصل الحكومي التابع لمجلس الوزراء الكويتي على موقع تويتر (@CGCKuwait) تصريحا عن حدوث اختراق لحساب وكالة الأنباء الكويتية “كونا” حيث نشر حساب مركز التواصل التغريدة الساعة 14:11 بحسب التوقيت المحلي لدولة الكويت فيما نشرها حساب وكالة الأنباء الكويتية الساعة 14:15.
وضمن نفس السياق كان لافتا أن حسابا إخباريا كويتيا (@KuwaitNews) نشر خبرا عن حدوث اختراق لحساب وكالة الأنباء الكويتية “كونا” (الساعة 14:11 حسب التوقيت المحلي) قبل إعلانه رسميا عبر حساب مركز التواصل الحكومي (الساعة 14:00 حسب التوقيت المحلي) بفارق 11 دقيقة.